يتجه الطلب على الغاز الطبيعي في الصين إلى الانخفاض لمستوى قياسي لأول مرة منذ 4 عقود خلال العام الحالي في ظل ارتفاع الأسعار العالمية وتباطؤ الاقتصاد الصيني.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الخميس أن شركة تشاينا ناشونال أوفشور أويل كورب المملوكة للدولة وأكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في الصين تتوقع وصول إجمالي الاستهلاك خلال العام الحالي إلى 364 مليار متر مكعب بتراجع نسبته 1% عن العام الماضي وهو أول تراجع سنوي لاستهلاك الغاز في الصين منذ 1982 بحسب بيانات بريتش بتروليوم.
وأضافت بلومبرج أن تباطؤ الاقتصاد الصيني والارتفاع الصاروخي لأسعار الغاز العالمية أدى إلى تراجع الطلب في الصين وأضر بنشاط منشآت استيراد الغاز المسال ومعالجته والتي تعتمد على المبيعات الكبيرة وتوصيل الغاز إلى المستخدمين الجدد لضمان نمو أرباحها. في المقابل حققت الشركات التي توفر مصادر الطاقة الأرخص مثل الفحم والطاقة المتجددة مكاسب نتيجة النقص في إمدادات الغاز الطبيعي وارتفاع أسعارها.
أدى قرار الرئيس الصيني شي جين بينج خفض استهلاك مصادر الطاقة الأشد تلويثا للهواء من أجل تقليل معدلات التلوث في المدن الكبرى إلى زيادة سريعة في الطلب على الغاز الطبيعي الأقل تلويثا للهواء خلال العام الماضي. وارتفع استهلاك الغاز خلال العام الماضي بنسبة 151% سنويا مقابل نمو استهلاك النفط بنسبة 53% والفحم بنسبة 8ر6%.
وأدت زيادة استهلاك الغاز إلى جعل الصين تعتمد بصورة أكبر على واردات هذا الوقود حيث تجاوزت اليابان لتصبح أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم. وأصبح هذا الوضع مشكلة للصين مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى مستويات قياسية خلال العام الحالي نتيجة توسع أوروبا في استيراده لتعويض نقص إمدادات الغاز الطبيعي الروسي بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا في أواخر شباط/فبراير الماضي.