
فسّرت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية انخفاض سعر النفط في نيويورك، يوم أمس الخميس، إلى ما دون مستوى 19 دولارا للبرميل، وعدم قدرة خام القياس، برنت، على تخطي 27.81 دولار، رغم موجة التوقعات التي أعقبت قرارات أوبك+ بخفض غير مسبوق في الإنتاج، بأنه ترنّح ناتج عن خلل كبير أحدثته جائحة كورونا في حجم الطلب، يحتاج إلى خفض في الإنتاج أكبر مما تحقق الأسبوع الماضي.
وأعطت بلومبيرغ شواهد على هذا التحليل من أرقام الاقتصادت الكبرى.
فالاقتصاد الصيني عانى من ركود تاريخي في الربع الأول من العام الحالي مع تهديد تفشي الفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم، وهو ما جعل أوبك تتوقع أن ينخفض الطلب على خامها إلى أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض استخدام النفط بمقدار قياسي هذا العام مع قد يجعل عام 2020 الأسوأ في تاريخ السوق.
كذلك تعرضت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لضغوط هائلة مع تزايد المخاوف من أن المخزونات في مركز التخزين الرئيس في كوشينغ وأوكلاهوما ستمتلئ بالكامل، وقد ربطها ذلك بشكل متزايد بعقود برنت الآجلة في لندن، وهي التي أُُبرمت يوم أمس الخميس عند 18.86 دولار، بخصومات حادة، وفقا لـ بيانات غلوبل بلاتس.
مطلوب العودة بإنتاج أوبك إلى حدود 1989
وكانت أوبك وشركاؤها قد أبرموا الأسبوع الماضي صفقة قياسية لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا، وصفتها بلومبيرغ بأنها تُقصّر عن إحياء السوق، وفي بيان مشترك بين السعودية وروسيا تعهد البلدان أنهما “ستواصلان مراقبة سوق النفط عن كثب، وهما على استعداد لاتخاذ مزيد من الإجراءات بالاشتراك مع أوبك + والمنتجين الآخرين إذا رأتا ضرورة لذلك”.
وقالت أرامكو السعودية إنها ستخفض الإمدادات إلى 8.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من 1 مايو.
لكن وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في” آي أن جي بانك” قال: “إننا نشهد تخفيضات قياسية، لكنها لا تزال غير كافية لجعل السوق قريبة من التوازن”، وحتى أرقام أوبك نفسها أظهرت ذلك وأن القصة مستمرة، كما قال باترسون.
وتنقل بلومبيرغ تقديرات أوبك بأنها ستحتاج في المتوسط إلى إنتاج يقل في المتوسط عن 20 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني، وهذا الرقم يقل عن أدنى معدل للإنتاج منذ أوائل عام 1989.