انطلاق اجتماع لجنة مراقبة خفض الانتاج اليوم في جدة

تنطلق اليوم بمدينة جدة أعمال الاجتماع الوزاري الدوري الثامن للدول الست المشاركة في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج بين دول “أوبك” وخارجها.
وبحسب “الاقتصادية”يأتى هذا الاجتماع في ظل أجواء إيجابية للغاية في ضوء الارتفاع المستمر لأسعار النفط الخام وفي ظل تقلص فائض المخزونات في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى نحو 43 مليون برميل، وهو ما يمثل نحو 10 في المائة من حجم فائض المخزونات الذي كان قائما قبل التوصل إلى اتفاق تعاون المنتجين في 10 ديسمبر عام 2016.
وتتولى رئاسة اللجنة السعودية بالمشاركة مع روسيا وبعضوية الكويت وفنزويلا والجزائر من داخل أوبك وسلطنة عمان من خارج أوبك، حيث يبحث وزراء الطاقة في الدول الست حجم التقدم في تنفيذ الاتفاق ومدى التزام الدول الـ24 المشاركة بحصص خفض الإنتاج وظروف السوق وحجم تأثير الخفض على نشاط الإنتاج الصخري المنافس في الولايات المتحدة.
وترجح مصادر نفطية أن يتطرق الاجتماع إلى القضية التي تشغل أذهان كثير من المعنيين في السوق وهو مدى ملاءمة مد العمل بتخفيضات الإنتاج إلى العام المقبل 2019.
وقال تقرير حديث لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” نقلا عن محمد باركيندو الأمين العام إن “إعلان التعاون” التاريخي بين 24 منتجا في أوبك وغير الأعضاء ساهم في تطور رائع في سوق النفط ودشن لشراكة وتعاون واسع بين المنتجين سيكون له مردود إيجابي واسع على مستقبل الصناعة.
وأوضح التقرير أن جميع الأطراف المعنية بحاجة للعمل معا نحو الوصول إلى صناعة أكثر تكاملا على جميع المستويات، لافتا إلى أهمية كسر الحواجز باستمرار حيث لا يمكن العمل فقط داخل الصوامع مشددا على أن هذا أمر حيوي في عالم متزايد الترابط والتعقيد.
ويرى التقرير أن هذا النهج المتكامل لمعالجة صعوبات سوق النفط هو أمر حيوي من أجل عودة التوازن والاستقرار إلى السوق وهو ما بدأ على نحو لا مثيل له في تاريخ صناعة النفط.
وذكر التقرير نقلا عن باركيندو أن الأشهر الـ15 الماضية أثبتت نجاحًا كبيرًا مدفوعًا بمستويات التطابق غير المسبوقة في خفض الإنتاج، موضحا أنه في عام 2017 بلغ متوسط المطابقة 109 في المائة وارتفع في شباط (فبراير) الماضي إلى مستوى 138 في المائة، ومن المتوقع أن يكون الرقم أعلى من ذلك في الشهر الماضي وسط تكهنات بتجاوزه 160 في المائة.
وأشار إلى أنه عند النظر إلى الوضع الحالي لسوق النفط لا يوجد هناك شك في أن الصناعة بدأت تشعر بتوهج أكثر دفئًا، حيث لم تكن أساسيات السوق الكلية بهذا القدر منذ بداية الدورة الحالية.
وذكر التقرير أنه في عام 2017 اكتسب الانتعاش الاقتصادي العالمي زخما كبيرا، حيث من المتوقع الحفاظ على هذا الاتجاه الإيجابي في عام 2018 مع توقعات نمو صحي للغاية بنسبة 3.8 في المائة.
ولفت إلى أنه في المقابل كان نمو الطلب العالمي على النفط الخام قويًا ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 1.63 مليون برميل يوميا في عام 2018 وذلك في أعقاب اتجاه مماثل تحقق في عام 2017.
وأفاد التقرير بانخفاض مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من نحو 400 مليون برميل فوق المتوسط في خمس سنوات في فبراير 2016، إلى مستوى أقل من 40 مليون برميل حاليا وهو الاتجاه الذي سيستمر في الانخفاض خلال الأشهر المقبلة.
ونقل التقرير عن باركيندو أن المنتجين نجحوا في تأليف فصل جديد في تاريخ الصناعة بترسيخ التعاون بين دول منظمة أوبك وشركائها من خارج أوبك معتبرا أن التعاون والحوار يكتسبان قوة متنامية ويسهلان استعادة الاستقرار والنمو في سوق النفط العالمي ويدعم الوضع الإيجابي للاقتصاد العالمي.
وذكر التقرير أن المنتجين يتطلعون في الأشهر القادمة إلى إضفاء الطابع المؤسسي على هذا الإطار الطويل الأجل بمشاركة شاملة وتوسيع قاعدة المنتجين، وذلك للنظر في بعض التحديات ذات الصلة وكذلك الفرص المستقبلية.
إنشرها