
عادت أسعار النفط إلى تسجيل خسائر وصلت إلى 2.3 في المائة أمس، مدفوعة بالمخاوف والقلق على الطلب العالمي على الخام جراء استمرار تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين وعدة دول التي أدت إلى شلل كبير في التنقلات وحركة السفر بالطيران وعززت توقعات انكماش الاقتصاد الصيني الذي يعد مكونا محوريا في الاقتصاد العالمي.
ويكبح تسجيل خسائر سعرية أوسع، اقتراب موعد الاجتماع الوزاري غير العادي لدول الإنتاج في “أوبك” وخارجها يومي 5 و6 آذار (مارس) المقبل في فيينا من أجل إعادة دراسة أوضاع السوق وتقييم علاقة العرض والطلب ومستوى نمو المخزونات وذلك في ضوء أزمة فيروس كورونا المستجد، وسط مؤشرات على تمديد خفض الإنتاج حتى نهاية العام الجاري واستمرار التشاور مع روسيا بشأن تخفيضات أعمق في مستوى الإنتاج بما يقلص المعروض النفطي العالمي.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن أجواء الثقة تعود تدريجيا إلى السوق النفطية خاصة مع اقتراب موعد الاجتماع الوزاري الموسع لتحالف “أوبك +” وسط مؤشرات على تفاهمات جديدة معززة للاستقرار في السوق خاصة بعد الإعلان عن تأييد منتجي النفط الرئيسين في روسيا لفكرة تمديد تخفيضات إنتاج “أوبك +” إلى الربع الثاني، لافتين إلى أن سوق النفط العالمية تتطلع إلى استجابة قوية من المنتجين لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، أن اجتماع آذار (مارس) المقبل يعول عليه السوق كثيرا في اتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة ضعف الطلب الصيني والتغلب على وفرة الإمدادات في الأسواق وزيادة تنافس المنتجين على الأسواق الآسيوية رغم تآكل الطلب بها جراء الأزمة الراهنة. وذكر أن لقاء ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي مع الشركات الروسية لم يسفر عن التوافق على اقتراح إجراء تخفيضات أكبر في الإنتاج أو مناقشتها ولكن التخفيضات الحالية وتمديدها موضع ترحيب حتى الآن من الشركات الروسية، لافتا إلى أنه إذا جاءت نتائج اجتماع آذار (مارس) أقل من طموحات وتوقعات السوق لن يكون لها تأثير يذكر في الأسعار والعكس صحيح.
.