ارتفعت أسعار النفط أمس وسط توقعات بأن يبدأ الإنتاج الأمريكي المتنامي الوصول إلى الأسواق العالمية قريبا.
بحسب “رويترز”، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت عند 71.20 دولار للبرميل، بزيادة 44 سنتا بما يعادل 0.62 في المائة عن إغلاقها السابق، بينما زادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 36 سنتا أو 0.57 في المائة إلى 62.16 دولار للبرميل.
ووفقا ل”الاقتصادية”ما زالت العوامل الضاغطة في اتجاه صعود الأسعار هي الأقوى خاصة الأزمة في فنزويلا وتطبيق عقوبات أمريكية صارمة على الصادرات الإيرانية لتصل إلى مستوى الصفر إلى جانب تمسك “أوبك” باتفاق خفض الإنتاج، الذي ربما يمتد على مدار العام الجاري بأكمله.
وقال ميهير كاباديا المدير التنفيذي لشركة “صن جلوبال إنفستمنتس”، “إن أسعار النفط تراجعت خلال الأسبوع الماضي في ظل استمرار تأثير مستويات الإنتاج الأمريكي القياسية”.
وبلغ إنتاج النفط الخام الأمريكي مستوى قياسيا عند 12.3 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، مرتفعا نحو مليوني برميل يوميا على مدار العام الأخير. وكسرت صادرات الخام الأمريكية حاجز ثلاثة ملايين برميل يوميا للمرة الأولى هذا العام، وفقا لبيانات من إدارة معلومات الطاقة.
أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إنتاج النفط الأمريكي سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا الأسبوع الماضي مع صعوده بمقدار مائة ألف برميل يوميا إلى 12.3 مليون برميل يوميا.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة قفزت الأسبوع الماضي بمقدار 9.9 مليون برميل إلى 470.6 مليون برميل وهو أعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2017.
وارتفعت مخزونات الخام في منطقة الساحل الشرقي الأمريكي بمقدار 9.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو أيضا أكبر زيادة أسبوعية وأعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2017.
وقالت مصادر مطلعة أمس “إن منتجي النفط في روسيا تلقوا طلبا من شركة ترانسنفت التي تحتكر خطوط أنابيب تصدير النفط الروسي لخفض إنتاجهم بمقدار 900 ألف طن حتى السابع من أيار (مايو) وسط تعطلات شديدة في التصدير بسبب تلوث الخام”.
وتعادل هذه الكمية نحو 10 في المائة من مجمل إنتاج النفط في روسيا وتمثل أكثر من مليون برميل يوميا في الأيام القليلة المقبلة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر في قطاع النفط “إن صادرات إيران من الخام ستتراجع في أيار (مايو) مع تضييق واشنطن الخناق على مصدر الدخل الرئيس لطهران، ما سيعمق فاقد المعروض العالمي الناتج عن العقوبات الأمريكية المفروضة على فنزويلا والتخفيضات التي تقودها “أوبك”.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في تشرين الثاني (نوفمبر) بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، وقلصت تلك العقوبات بالفعل صادرات النفط الإيراني أكثر من النصف إلى مليون برميل يوميا أو أقل.
وتستهدف واشنطن، وقف مبيعات إيران تماما، وأنهت جميع الإعفاءات الممنوحة لمستوردي النفط الإيراني في الأسبوع الماضي، ويتأهب مسؤولوها لتراجع في الإمدادات.
وقال مسؤول إيراني مطلع على السياسة النفطية “إن الصادرات قد تهبط إلى 700 ألف برميل يوميا بل ربما إلى 500 ألف برميل يوميا من أيار (مايو) فصاعدا”، فيما رجح مصدر في “أوبك” أن تستمر الصادرات الإيرانية عند نحو 400 إلى 600 ألف برميل يوميا.
وتقول سارة فاكشوري المحللة النفطية “إنه من المرجح أن تستطيع إيران المحافظة على بعض الشحنات لسداد ديون مستحقة للصين والهند، ولضخها في المخزونات في الصين، إضافة إلى تهريب كمية محدودة كما فعلت في ظل عقوبات سابقة”.
وتضيف “من المهم ملاحظة أن صفر مبيعات نفطية في مايو لا يعني أنه لن تكون هناك تسليمات نفطية للصين أو الهند خلال الشهر. إجمالا، إيران تستطيع تصدير ما بين 200 إلى 550 ألف برميل يوميا. ليست بالكامل نفطا مبيعا”.
ويتوقع المحللون في “إنرجي أسبكتس” تراجعا في الشحنات الإيرانية إلى نحو 600 ألف برميل يوميا من أيار (مايو)، يلف الغموض صادرات إيران على نحو متزايد منذ عودة العقوبات الأمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر)، ولم تعد طهران تبلغ منظمة البلدان المصدرة للنفط بأرقام إنتاجها ولا توجد معلومات مؤكدة عن الصادرات.
وبعض صادرات نفط إيران غير مرصود بالفعل، ما يزيد صعوبة تقييم الحجم الفعلي، وتفيد تقديرات “رفينيتيف أيكون وكبلر”، وهي شركة ترصد التدفقات النفطية، أن إيران صدرت ما بين 1.02 مليون و1.30 مليون برميل يوميا من الخام والمكثفات في نيسان (أبريل).
ويجتمع أعضاء “أوبك” وحلفاؤها، للبت في سياسة المعروض في حزيران (يونيو)، وألغت “أوبك” اجتماعا كان مقررا في نيسان (أبريل).
وقدرت كايروس، وهي شركة ترصد التدفقات النفطية، صادرات الخام الإيراني في آذار(مارس) عند 1.40 إلى 1.65 مليون برميل يوميا.
وذكرت الشركة في تقرير أن “عدم التيقن الذي يكتنف التراجع يعود إلى عدم التيقن الموروث إزاء العدد الدقيق للناقلات الإيرانية التي تعمل في الخفاء”.
وتستخدم صناعة النفط منذ سنوات تتبع حركة الناقلات لاستنتاج حجم الإمدادات الفعلية في غياب معلومات رسمية فورية، وفي حين إن معلومات الأقمار الصناعية قد زادت سهولة الأمر عن ذي قبل، فإن رصد حركة الناقلات يظل مزيجا من الفن والعلم.
وتعمد الناقلات لدى تحميل النفط الإيراني أحيانا إلى غلق إشارة نظام التعريف الآلي، وهو نظام تتبع تلقائي تستخدمه السفن، ثم تعيد تشغيله في مرحلة لاحقة من الرحلة، وفقا لمصدر في قطاع النفط، ما يزيد صعوبة معرفة الكميات الفعلية.
لكن يظل هناك اتفاق عام على أن شحنات الخام تراجعت من 2.5 مليون برميل يوميا على الأقل في نيسان (أبريل) 2018، أي قبل شهر من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.
الرئيسية أهم الأخبار