
بقلم: محمد مثقال عصفور
بات من المرجح أن اسعار النفط العالمية تترنح بين فكي كماشة الركود العالمي وتخمة المخزون، فأسعار النفط تأخذ اتجاها تنازليا وان خط الاتجاه العام لهذه الاسعار على المدى القريب والمتوسط بتسجيل علامات انخفاض واضحة.
فالركود الاقتصادي العالمي بات يخيم على الدول الصناعية والنامية وان البيانات الاقتصادية التي تتابع الاداء العالمي تؤكد على ضعف النمو في الصين والتي هي ثاني اكبر اقتصاد بالعالم، كذلك تؤكد ضعف النمو في اوربا وهي رابع اكبر اقتصاد بالعالم، اي ان حجم الطلب العالمي الفعال على النفط سوف ينخفض او على الاقل لنيزداد بالتسارع المعهود او انه لايكون في وضع يقابل فيه معدل الزيادة في الانتاج الامر الذي يؤدي بالضرورة الى فائض في العرض العالمي مقابل قصور في الطلب العالمي الفعال مما يضغط بشكل كبير على مستوى اسعار النفط نحو مزيد من الهبوط.
واذا اضفنا الى ذلك ما تعكسه البيانات الحكومية الامريكية من ان هناك حالة ضخ عند مستوى قياسي من حقول النفط الصخري مما يؤدي الى توقع ارتفاع المخزون التجاري مما يزيد من فائض العرض عن الطلب، كل ذلك يأتي ضمن سياق عدم كفاية منظمة الاوبيك في تحقيق التوازن بالسوق اي بمعنى آخر ان ضعف قدرة الاوبي? على ضبط الانتاج العالمي سوف يزيد من الاختلالات العالمية في سوق النفط مما يعمق من الضغوطات على اسعار النفط بالتراجع.
هذه القراءه في توقعات اسعار النفط للمدى القصير والمتوسط يجب التقاطها وتوظيفها لصالح الدول النامية، خاصة تلك الدول التي لا تنتج النفط وتعتمد الاستيراد الكلي والذي يعتبر النفط مكونا اساسيا في التحكم بمستوى التنافسية الدولية لهذه الدول. فالتحدي الذي كان مائلا على شكل ارتفاع اسعار النفط والذي من شأنه زيادة اسعار الصادرات يجب ان ينقلب الى فرصة ناجحة في تعزيز القدرة التنافسية وبالتالي زيادة الصادرات الوطنية، اضف الى ذلك ان حالة الركود في اسواق اوروبا والصين تعطي مزيدا من المجال في تخفيض اسعار المستوردات لدى الدو? النامية وبالتحديد اسعار مدخلات الانتاج المستوردة الامر الذي يعزز من القدرة التنافسية لصادرات هذه الدول.
فزيادة الاستثمار في هذا الظرف تحديدا لدى الدول النامية انما تأتي في فترة ذهبية تكون بمثابة فرصة كبيرة امام هذه الدول في ان تحقق معدلات نمو جيدة او على الاقل تخرج من عنق الزجاجة وتأخذ مسارا متسارعا في تحقيق معدلات النمو في الناتج المحلي الاجمالي لديها وبالتالي فان زيادة الاستثمارات هو المفصل الاهم الذي يجب استغلالة في هذا المستجد الاقتصادي العالمي.