واجهت سوق النفط عدة تحديات قبل تفشي فيروس “كورونا” حول العالم، مما تسبب في هبوط حاد لأسعار الخام خلال العام الجاري، ورغم الارتفاع من مستويات متدنية، إلا أن السوق لا يزال يواجه المزيد من التحديات.
وهناك تحد آخر تواجهه صناعة النفط العالمية، وربما يكون أكثر ضرراً، ألا وهو التعافي الأخضر، وهو مصطلح بدأ مدافعون عن البيئة يرددونه أثناء أزمة “كورونا” ويجذب الانتباه ويلقى الدعم من قطاعات عامة وخاصة.
التعافي الأخضر
– تتجه دول الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد نحو التعافي الأخضر، وليست المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بتكتل القارة العجوز فقط، بل هناك غيرهم يفضلون تبني هذا النهج بعد أزمة “كورونا”.
ونشرت جهات في الدول الاسكندنافية على سبيل المثال تقارير إرشادية عن التعافي الأخضر في الاتحاد الأوروبي من الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وضرورة ربطها بأهداف التغيرات المناخية ليس من أجل حماية المناخ فقط بل أيضاً لتحقيق أهداف النمو الاقتصادي.
ويرى مراقبون أن التحول الأخضر سيكون أفضل استراتيجية لدول أوروبا وغيرها حول العالم من أجل التعافي من آثار “كورونا”.
وهناك قطاع واحد يعتمد بكثافة وبنسبة كبيرة على الوقود الأحفوري الملوث للبيئة، وهو قطاع النقل.
– يسبب قطاع النقل نحو 20% من انبعاثات الكربون في أوروبا مما دفع الكثير من الدول نحو تشغيل وسائل المواصلات لديها بالكهرباء كحل لمشكلة التلوث.
وفي هذه الأثناء، بدأ آخرون يتساءلون عن أثر هذا النهج على شركات النفط الكبرى في القارة العجوز وغيرها في ظل التوجه المتسارع نحو تحقيق أهداف مكافحة التغيرات المناخية.
استراتيجية النجاة
– يمثل التحول نحو تشغيل قطاعات النقل بالكهرباء مشكلة حقيقية أمام شركات النفط؛ نظرا لأنها ستنعكس بشكل مباشر على الطلب وبشكل مستدام، وأكد زعماء ومسؤولون في دول أوروبية على ضرورة تنفيذ خارطة طريق للتعافي الأخضر ليس فقط في قطاع النقل، بل في كافة القطاعات والصناعات دون استثناء.
– نصح بعض المسؤولين والمحللين بضرورة توجيه كافة الدعم المالي المقدم للشركات (للصمود في مواجهة جائحة “كورونا”) من أجل مساعدتها على تقليل انبعاثات الكربون أيضاً.
– في هذه الأثناء، تخصص شركات نفط كبرى مثل “بي بي” و”رويال داتش شل” و”إيني” وإكوينور” و”توتال” جزءا من النفقات من أجل الطاقة النظيفة، لكن ليس جميع الشركات في الصناعة.
– لا تزال شركات الطاقة الكبرى في الولايات المتحدة ملتزمة بأهدافها الإنتاجية نظرا لأنها لا تواجه نفس الضغوط المرتبطة باستراتيجية التعافي الأخضر كما هو الحال في أوروبا.
– لكن على المدى الطويل، ستحتاج شركات النفط الكبرى لتبني استراتيجية التعافي الأخضر من أجل الصمود في مواجهة الأزمات المستقبلية والتحديات المتزايدة.
– تحدث خبراء عن تغير الحياة بعد “كورونا” والسلوكيات في الاستهلاك من جانب الشركات والأفراد والمجتمعات حول العالم مثل العمل عن بعد على المدى الطويل، وهو ما يعني تراجع الكثافات في وسائل النقل، وبالتالي، تراجع الطلب على الوقود.
– قبل أزمة “كورونا”، كانت هناك تساؤلات ومبادرات بالفعل للتحول نحو الطاقة النظيفة، وتأثير ذلك على صناعة النفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
– تواجه صناعة النفط تحديات من انخفاض الأرباح وهبوط الطلب إلى ضرورة تبني استراتيجية للتعافي الأخضر، ليس فقط لحماية المناخ بل أيضاً للبقاء، وصرح المدير التنفيذي لـ”بي بي” “برنارد لوني” بأن العالم ربما تجاوز بالفعل ذروة الطلب.