
كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت أونلاين”، حول عدم رغبة الأوروبيين في التخلي عن الغاز الروسي لمصلحة الغاز الأمريكي، رغم ضغوط إدارة ترامب.
وجاء في المقال: يقلل الأمريكيون من شأن تأثير السياسة الداخلية للحكومة الأمريكية على السياسة الخارجية. يظهر الباحثون السياسيون في أمريكا قصر نظر عند تحليل مقاومة الأوروبيين لمحاولات الولايات المتحدة إجبارهم على زيادة الضغط على روسيا وإيران.
في المجر، على سبيل المثال، اقترح وزير الخارجية بومبيو على رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، ربط واردات بودابست من الطاقة مع علاقاتها بواشنطن في المجال الأمني، بدرجة أوثق. بلغة بسيطة، ذلك يعني أن الأمريكيين يعرضون على المجريين التخلي عن اقتراح موسكو تمديد خط أنابيب الغاز التركي إلى قلب أوروبا الوسطى، والانتقال من الغاز الطبيعي الروسي إلى الغاز المسال الأمريكي. ولكن اقتراح عميد الدبلوماسية الأمريكية، الذي لعب دور ضابط مبيعات، قوبل بفتور في بودابست، وفقا لـ “National Interest “.
بلغ الاستقطاب السياسي في أمريكا درجة راح معها خصوم ترامب يعارضون حتى السياسات والقرارات، التي كانوا يدعمونها بكلتا يديهم حتى العام 2016. وينطبق ذلك على قرار إدارة ترامب زيادة صادرات الطاقة الأمريكية. فخصومه، مع ملامح ابتداء الحملة الانتخابية للعام 2020، يقفون ضد زيادة المعروض من الغاز والنفط في الخارج.
وهكذا، يتبادر إلى أذهان السياسيين الأوروبيين، عند استقبالهم مبعوثين أمريكيين متأبطين مقترح التخلي عن الغاز الطبيعي الروسي لمصلحة الغاز المسال الأمريكي، سؤال عمن سيشغل كرسي البيت الأبيض في أوائل العام 2021. فإذا ما بقي ترامب سيدا للبيت الأبيض، حتى إذا أخذنا في الاعتبار اندفاعاته وتقلباته، فإن فرص دعمه لمقترحات الغاز تبقى مرتفعة جدا. ومع ذلك، ففي حال تخليه عن الترشح، قد يأتي جمهوري آخر إلى السلطة، وهناك بين الجمهوريين معارضة لتوسيع صادرات الطاقة. أما إذا جاء ديمقراطي إلى السلطة، فمن المرجح أن يتم إلغاء مقترحات ترامب الحالية.
هذه الاعتبارات البسيطة، تتيح فهم منطق الأوروبيين البراغماتيين وتباطئهم في اتخاذ قرار وعدم رغبتهم في التخلي عن الغاز الروسي.