أوابك: ضرورة التعاون بين الهيئات والمنظمات والمختصين للمشاركة في إعداد التشريعات الملزمة للتعامل مع النفايات البلاستيكية لإعادة تدويرها

عبدالله المملوك

أكدت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) على خطورة النفايات البلاستيكية وتزايدها بشكل مستمر خاصة في البيئة البحرية، حيث بلغت كمياتها أحجاماً هائلة فهي تعادل اليوم طن من البلاستيك لكل طن من الأسماك، وإذا ما استمرت طريقة التعامل مع هذه النفايات بنفس الطرق الحالية ودون الوصول إلى حلول إبداعية، فمن المتوقع أن تبلغ كميات النفايات 3 طن لكل طن من الأسماك بحلول عام 2050. كما سيحتاج العالم إلى مساحات من الأراضي تعادل نحو عشر مرات من حجم الكرة الأرضية لاستخدامها كمكبات للنفايات بحلول عام 2055.

ودعت منظمة أوابك، في افتتاحية نشرتها الشهرية لشهر أغسطس 2021، إلى ضرورة التعاون بين الهيئات والمنظمات العربية المختصة، لاستكمال المبادرات والجهود العربية في هذا الشأن، ودعوة المختصين من كافة القطاعات الصناعية والبحثية والحكومية والمجتمعية إلى المشاركة في إعداد التشريعات والقوانين والاًطر التنظيمية الملزمة والمشجعة، وكذلك الإستراتيجيات المرنة محددة الأهداف ، ضمن جدول زمني محدد للتطبيق على مراحل، والإستفادة من تجارب الدول في هذا المجال، والإسترشاد ببعض المبادرات التي قامت بها بعض الشركات العاملة في قطاع الطاقة، مثل شركة سابك في التعامل مع النفايات البلاستيكية، بإعادة تدويرها كيميائياً لتحويلها إلى مواد خام أولية تستخدم مرة أخرى في المصافي وشركات البتروكيماويات لإنتاج البوليمرات التدويرية ضمن المفهوم الاقتصاد التدويري .

وأشارت إلى أنه في حين ان هناك دول مازالت تبحث عن حلول لهذه المشكلة المتنامية، نجد دولاً أخرى استطاعت بجدارة عبر الإدارة السليمة والاَمنة للنفايات البلاستيكية، ضمن مفهوم الاقتصاد التدويري في أن تستغلها الاستغلال الأمثل في الحفاظ على مواردها الطبيعية كونها حق أصيل للأجيال القادمة، من خلال إنتاج الطاقة منها، وإنتاج وقود الديزل والغازولين، وغيرها من المنتجات ذات القيمة المضافة.

فنجد أن دول الاتحاد الأوروبي وضعت هدفاً للوصول إلى إعادة تدوير نحو 50% من النفايات البلاستيكية بحلول عام 2025، ثم إلى 55% في عام 2030، مستهدفة نسبة 100% بحلول 2050، مقارنة بنسبة 35% عام 2010، و23% فقط عام 2001. هذا ولم تنجح تلك الدول بمفردها من أن تتغلب على هذه المشكلة، ولكن كان ذلك من خلال تضافر الجهود التشاركية بين المجتمع والمنظمات والهيئات الحكومية والخاصة والبحثية، ومؤسسات التمويل المالي. كما كان لإقرار بعض السياسات والتشريعات التي سنتها الدول دوراً فاعلاً في وضع المعايير المناسبة والتنسيق الملائم لسلسلة ومنظومة التدويروخطط الجمع وأنظمة الفرز وعمليات إعادة التدوير وزيادة القيمة المضافة لنفايات البلاستيك.

وإيماناً بأهمية موضوع النفايات البلاستيكية وأضرارها البيئية، وضرورة الاستفادة منها، فقد سبق للأمانة العامة لمنظمة أوابك إصدار دراسة فنية متخصصة تسلط فيها الضوء على الأخطار الناتجة عن النفايات البلاستيكية، وبحث إمكانية الاستفادة منها تحت عنوان “ إعادة تدوير النفايات البلاستيكية: فرص استثمارية وحلول بيئية) في يونيو 2020 ، كما أصدرت في فبراير 2021 تقرير بعنوان (إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، وفرص التنمية المستدامة في الدول العربية)، والذي اشارت فيه إلى وجود فرص متعددة في الدول العربية لاستغلال النفايات البلاستيكية في تنمية مشروعات مختلفة في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة لإنتاج المنتجات البلاستيكية، ومشروعات إنتاج واسترداد الطاقة منها.