
عوامل كثيرة ومتنوعة تؤثر في أسعار النفط باستمرا واء أحداث سياسية أو أزمات اقتصادية يستجيب لها النفط سريعا فيتأرجح دائما بين الصعود والهبوط وفقا للمستجدات على الساحتين السيايسة والاقتصادية، هذا ما يحدث دائما في الأعوام السابقة ، لكن أحداث العام الحالى 2020 تختلف كليا والظروف الراهنة جديدة من نوعها بسبب انتشار فيروس كورونا مع بداية العام.
التباين في أسعار النفط هذه المرة لم يأت بسبب خلافات سياسة أو حتى عسكرية أو بسبب زيادة المعروض أو قلته، أو عمليات إرهابية كما اعتدنا في السنوات الماضية، لكن لظهور مرض جديد أثار الرعب في العالم وقلص حركة التجارة وأصاب الاقتصاد بمعظم الدول في مقتل، بعد أن ظهر في الصين أكبر قو اقتصادية في العالم مع الولايات المتحدة ليكون التأثير أكثر حدة على جميع السلع التجارية وعلى رأسها النفط
يستعرض موقع “وكالة أنباء النفط” خلال التقرير التالي حركة أسعار النفط ومدى تأثرها بظهور فيروس كورونا ، والمتوقع أن تسير إليه بعد التفشي الواضح للفيروس في بقاع مختلفة من أنحاء العالم
تأثير كورونا على سوق النفط
مع تمديد الإجازة الرسمية للسنة الصينية الجديدة في معظم أنحاء الصين، وفرض قيود على السفر والتنقل، أغلقت المصانع والمكاتب والمحال أبوابها، ويعني هذا أن أكبر مستورد للنفط الخام، الذي يستهلك عادة 14 مليون برميل يوميا، ليس بحاجة لكثير من النفط لتشغيل المصانع، ولتسيير وسائل المواصلات، وللحفاظ على الإنارة.
وجاء تأثير انتشار الفيروس كبيرا، بوجه خاص، في الطلب على وقود الطائرات، مع تعليق خطوط الطيران العالمية لرحلاتها إلى الصين، كما
وانخفض الاستهلاك اليومي للصين من النفط الخام بنسبة 20 في المئة، وهذه نسبة تعادل حاجات بريطانيا وإيطاليا من النفط مجتمعتين، ونتيجة لذلك خفضت أكبر مصفاة للنفط في آسيا، سينوبيك، التي تملكها الحكومة الصينية، كميات النفط الخام التي تصفيها بحوالي 600000 برميل يوميا، وهذا يساوي نسبة 12 في المئة، وهو أكبر تخفيض لها في أكثر من عشر سنوات.
ومع انتشار الفيروس حول العالم يزداد الأمر سوءا بإغلاق المزيد من المؤسسات ومنع رحلات الطيران وتوقف حركة التجارة في العديد من الدول
أسعار النفط قبل ظهور فيروس كورنا
ظهر الفيروس في يناير 2020 فيما تأرجحت أسعار النفط قبل ظهورة بين الصعود والهبوط وتأثرت بعوامل عديدة منها الصراع التجاري بين أمريكا والصين إغلاق حقول ليبيا والعقوبات على فنزويلا وإيران وكذلك استهداف شركة أرامكو السعودية وما كتن له من تأثير على حركة النفط في العالم.
كان سعر النفط خلال بداية العام يحوم حول 60 دولا للبرميل صعودا وهبوطا وبلغت أسعار النفط ذوتها في 2019 بعد على منشأتين تابعتين لأرامكو في سبتمبر لتقفز إلى 72 دولارا للبرميل، لكن في غضون عشرة أيام، عاودت أسعار النفط التراجع مع استعادة أرامكو للإنتاج مجددا.
وبلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها فى ثلاثة أشهر في ديسمبر 2019 مع انحسار توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ليتحدد سعر التسوية عند 66.54 دولارًا للبرميل،
أسعار النفط الكويتي قبل ظهور الفيروس
تأرجحت أسعار النفط الكويتي خلال تعاملات عام 2019، بعدما شهدت عدة تغييرات صعوداً وهبوطاً على وقع مجموعة من العوامل تنوعت بين اقتصادية تارة وسياسية تارة أخرى.
وخلال 188 جلسة حتى الآن، سجل برميل النفط الكويتي ارتفاعاً سنوياً بنحو 30.3 بالمائة ليصل مستواه إلى 68 دولاراً في نهاية تداولات ديسمبر 2019.
وحقق برميل النفط الكويتي أعلى مستوى له خلال 2019، بجلسة 23 أبريل 2019، عند سعر 74.01 دولار، فيما شهدت جلسة مطلع العام أدنى مستوى لسعر البرميل عند 51.44 دولار.
وبالنسبة للأداء الشهري للنفط الكويتي، فقد سجل البرميل أدنى إقفال شهري في يناير/ كانون ثاني الماضي، عند سعر 60.49 دولار، بينما يبقى إقفال أبريل الأفضل خلال عام 2019، وذلك عند سعر 72.09 دولار للبرميل.
أسعار النفط بعد ظهور كورونا
ظهر فيروس كورونا في يناير 2020 في الصين لكن انتشاره في دول العالم ووضوح الرؤية حوله كان في نهاية الشهر ليبدأ
تأثيره الفعلي بدء مع بداية شهر فبراير
بدأ التأثر بالفيروس يظهر في بداية شهر فبراير وبلغ سعر خام برنت 54.94 دولار للبرميل، و سعر تكساس الوسيط الأمريكي 50.79 دولار.
ومع نهاية الشهر سجلت الأسعار أدنى مستوياتها منذ يناير 2019، بسبب سرعة انتشار الفيروس فتراجع خام برنت ليسجل 52.28 دولار للبرميل ، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 47.69 دولار للبرميل.
ومع بداية مارس سجل خام برنت 51.98 دولار للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 46.69 دولار أمريكى للبرميل.
أسعار النفط الكويتي بعد ظهور الفيروس
بدأ تأثير فيروس كورونا في الظهور ليتراجع سعر برميل النفط الكويتي 7.2% خلال الأسبوع الأول من فبراير بعد أن انخفضت الأسعار إلى 55 دولار، مقابل 59 دولار بنهاية يناير 2020
وسجل سعر النفط الكويت ارتفاعا في الأسبوع الأخير من فبراير ليصل إلى حوالي 58.5 للبرميل خلال هذه الفترة
ومع بداية مارس تراجع سعر النفط الكويتي انخفاضه ليصل إلى 50.78 دولار بعد التأثير الواضح لقلة الطلب على النفط بسبب انتشار الفيروس
التوقعات بشأن أسعار النفط خلال الفترة المقبلة
توقع بنك أوف أميركا غلوبال أن يبلغ سعر برميل برنت في المتوسط 62 دولارا في 2020 بدعم من الانخفاضات الطوعية وغير الطوعية في إمدادات أوبك، في وقت توقعت فيه السعودية أن يكون أثر انتشار فيروس كورونا على استهلاك النفط عالميا قصير الأجل.
ولكن الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر قال إن الشركة تتوقع أن يكون تأثير فيروس كورونا على الطلب النفطي قصير الأجل، وأن يرتفع الاستهلاك في النصف الثاني من العام.
وأضاف أن أرامكو لم تسحب موظفيها من الصين، وأن أطقم التسويق الرئيسية التابعة لها ظلت هناك لإدارة أنشطة الشركة.
بينما قال معهد التمويل الدولي إن تفشي فيروس كورونا ربما يقوض الطلب على النفط في الصين ودول آسيوية أخرى، مما سيدفع أسعار النفط لمزيد من الهبوط قد يصل بها إلى 57 دولارا للبرميل ويلقي بظلاله على آفاق النمو في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال كبير اقتصاديي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المعهد جاربيس إيراديان “قبل فيروس كورونا، كنا نفترض أن أسعار النفط ستبلغ في المتوسط 60 دولارا للبرميل هذا العام مقارنة مع 64 دولارا العام الماضي. (لكن) من المرجح بشدة أن نعدل توقعاتنا للعام بأكمله، وقد تكون (الأسعار عند) 58 أو 57 دولارا بناء على تطورات فيروس كورونا”.
وقال المحلل في مجموعة “كوميرتس بنك” كارستن فريتش إن “انتشار الوباء في إيطاليا وكوريا الجنوبية يجعل أسعار النفط تحت ضغط”.
وتجتمع أوبك بلس يوم 5 مارس المقبل لبحث خطوات تواجه فيها خفض أسعار النفط وتقليل المخزونات العالمية، تجنبا لهبوط أكبر خلال الفترة المقبلة، مع ظهور بوادر تخمة حادة في المعروض.
الكويت ومستقبل النفط بعد انتشار كورونا
قال وزير النفط الكويتي خالد الفاضل إنه متفائل بشأن نتيجة اجتماعات أوبك التي تُعقد هذا الأسبوع، واستمرار التعاون بين دول أوبك+.
وأضاف الوزير ن اجتماعات “ماراثونية” ستعقد خلال اجتماعات أوبك وأوبك+ في فيينا للتوصل إلى اتفاق بشأن أفضل السبل لتحقيق الاستقرار والتوازن بسوق النفط.
وتبحث الكويت عن بدائل وأسواق جديدة لتسويق نفطها، بهدف تعويض الفاقد من الكميات المخصصة لأسواق شرق آسيا
وفي حال استمرار تفشي فيروس كورونا في شرق آسيا خلال شهر مارس الجاري فإن التداعيات الاقتصادية السلبية حيث أن الصين تستورد من الكويت 500 ألف برميل يومياً وقامت فعلياً بتخفيض وراداتها النفطية من الكويت لكن بنسب أقل مما خفضته مع الدول المجاورة.
وأشارت مصادر إلى أنه مع استمرار تقلص الطلب على النفط الخام في أسواق شرق آسيا نتيجة لتفشي فيروس كورونا، فإن الكويت تبحث وتدرس حالياً بعض البدائل لتسويق نفطها، وأبرزها التوجه نحو أسواق الغرب وتحديداً أوروبا وأميركا وكذلك العمل على توريد كميات إضافية إلى المصافي التي تمتلكها الكويت في أوروبا، إضافة إلى مراجعة العقود مع بعض الزبائن ومنحهم كميات إضافية.