
ليس غريبا أن تتصدر شركة “أرامكو” المؤسسات العالمية كلها، باعتبارها الأكثر ربحية على الإطلاق. فهذه الشركة أثبتت على مدى عقود جودة أدائها، وحافظت على امتيازاتها بأعلى مستوى من الحرفية، وأبقت على محوريتها كشركة وطنية هائلة، لها روابط عالمية كبيرة. و”أرامكو” في النهاية ليست شركة عادية، إنها رمز وطني يسير جنبا إلى جنب مع الاستراتيجية الاقتصادية للمملكة.
وفي ظل “رؤية المملكة 2030” عززت “أرامكو” موقعها على الساحة من نواح عديدة، ولاسيما تلك التي تتعلق بالتطوير النفطي، والمساهمة المباشرة في استراتيجية الطاقة ككل. كما أنها تتمتع بأكبر مرونة في صنع القرارات، ما يجعلها جاهزة لأي متغيرات قد تحدث على الساحة النفطية، وأي مفاجآت قد تظهر في هذا الوقت أو ذاك.
تقدمت “أرامكو” على شركة “أبل” الأمريكية الشهيرة من حيث الأرباح، وحققت أكثر من ثلاثة أرباع أرباح الشركة الأمريكية المذكورة. وفي حين وصلت أرباح “أرامكو” إلى 224 مليار دولار، لم تسجل خمس شركات نفطية كبرى “من بينها إكسون موبيل وتوتال وشل” أرباحا أكثر من 80 مليار دولار وفق أرقامها المعلنة رسميا.
وهذا يؤكد مدى جدارة هذه الشركة السعودية الوطنية الشهيرة. ولا شك أن السياسات التي تتبعها ستؤدي إلى مزيد من الإنجازات على مختلف المستويات، بما في ذلك العوائد والاستحواذ والتطوير وطرح السندات، فضلا عن تمتعها بأقل مديونية، وهذه ميزة تحسد عليها من قبل أغلب المؤسسات العالمية الكبرى. من هنا، يمكن لـ”أرامكو” المضي قدما، وفق آلياتها المتطورة، واستنادا إلى الأجواء الصحية التي صنعتها “رؤية المملكة 2030”.
حال “أرامكو” الحقيقي يتجلى في الواقع من خلال التصنيفات التي حصلت عليها من قبل وكالات التصنيف العالمية الكبرى، خاصة وكالتي “موديز” و”فيتش” اللتين منحتاها A+ وA1 وهما مستويان كما هو واضح مرتفعان جدا.
والأهم أن التوقعات المحايدة كلها تتحدث عن استمرار “أرامكو” في الحفاظ على مكانتها الائتمانية هذه، خصوصا في ظل الحراك المزمع الذي تتحضر له، سواء على صعيد طرح بسيط من أسهمها للاكتتابين العام المحلي والعالمي، والاستحواذ على 70 في المائة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”. واللافت أن وكالات التصنيف أكدت أن “أرامكو” قادرة على تمويل هذه الصفقة المهمة نقدا. أي: إن ملاءتها المالية قوية، إلا أن القرار الأفضل الذي تجده الشركة، هو دفع قيمة الاستحواذ على شرائح منفصلة، وهذا ما يحدث عادة في مثل هذه الحالات على الساحة العالمية.
كل هذا يجري إلى جانب سلسلة من المشاريع الكبرى التي تقوم بها “أرامكو”، مع التأكيد مجددا على الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها، بما في ذلك إمكانية الوصول إلى أحد أكبر احتياطيات من الموارد الهيدروكربونية. إنها من المزايا التي تفتقر لها معظم شركات البترول العالمية الكبرى.
ووفق مسؤولين في عدد من كالات التصنيف، فإن الشركة السعودية الكبرى ستحصل لاحقا على تصنيف AA+، استنادا إلى كثير من المعايير، من بينها مخزونها الضخم من المواد الهيدروكربونية، وبالطبع مواردها المالية الهائلة، إلى جانب تمتعها بأقل تكلفة في مجال الإنتاج.
أي إن كل المعايير تتضافر من أجل أن تبقى “أرامكو” في مكانتها المرموقة عالميا، ومحوريتها الكبيرة على الساحة الوطنية، ودورها المباشر في استراتيجية البناء الاقتصادي القائمة في المملكة.


































