
صرحت منظمة الملاحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أنها أخطأت بشأن إلزامها السفن وضع أجهزة غسل غازات لا تحدث تلوث الهواء، نظرًا لأن تلك الأجهزة تسمم المياه وتسبب السرطان بشكل غير مباشر.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا داخليًا أعدته المنظمة لتصحيح قرارها الإلزامي للسفن بتلك الأجهزة والصادر يناير الماضي.
ويهدف الجهاز لغسل الغاز وإبعاده عن الهواء لعدم تلويثه، ولكن بحسب التقرير فإن معظم تلك الأجهزة بدلًا من إخراج الغاز للهواء يتم ضخه مباشرة لمياه المحيطات بما فيه من سموم.
ويذكر أن شركات الشحن حول العالم أنفقت 12 مليار دولار لإضافة تلك الأجهزة لسفنها امتثالًا للقرار السابق لمنظمة الملاحة.
ويخشى الخبراء أن تلك الغازات المتسربة للمياه تحوى مركبات من الهايدروكاربونات الأروماتية المتعددة، والتي ترتبط بإحداث سرطانات الجلد والرئة والكبد والطحال.
وينتقل تأثير الغاز المسبب للسرطان إلي الإنسان بشكل غير مباشر إذ يصيب الغاز الأسماك البحرية والتي يصطادها الإنسان بدوره ويتناولها بما فيها من مواد مسرطنة.
وتقول لوسي جيليام، مديرة منظمة النقل والبيئة الأوروبية، إن يتحتم على منظمة الملاحة العالمية منع تلك الأجهزة، وإيقاف العمل بالقانون الجديد لحين التثبت نهائيًا من أمان استخدام تلك الأجهزة.
وأضافت أن رواج تلك الأجهزة بين السفن مدة أطول سيؤدي لتراكم تلك السموم بالمياه وصعوبة السيطرة عليها مستقبلًا لأنها ستؤثر على السلسلة الغذائية التي تبدأ بالأسماك وتنتهي حتى الإنسان الذي يتناولها.
ويقول بروفيسور الأمن الغذائي كريستوفور إيليات من جامعة بلفاست البريطانية، إن تسمم قاعدة السلسلة الغذائية يكون له أثر طويل المدى على صحة الإنسان الذي يتوقع بتناوله لتلك الأسماك المصابة أن يضعف جهازه المناعي وأن يصبح عرضة للسرطان.