كامكو: أسعار النفط تتأثر بارتفاع المخزون الأمريكي

قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار إن أسعار النفط استقرت على مدار شهر سبتمبر الجاري مع ارتفاع سعر خام نفط الأوبك بنسبة 6.4 في المئة خلال الأسبوع الأول من الشهر، نظراً لانخفاض التأثيرات الناجمة عن إعصاري هارفي وايرما، اللذين ضربا الولايات المتحدة الاميركية، عما كان متوقعاً. كما كانت هناك عوامل أخرى لعبت دوراً في دعم أسعار النفط من ضمنها المباحثات الجارية بشأن تمديد اتفاقية “أوبك” الخاصة بتخفيض انتاج النفط بعد المهلة المطروحة حالياً في مارس 2018، بالإضافة إلى تراجع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل اليورو إلى ادنى مستوياته منذ أكثر من عامين ونصف العام، وتراجعه امام سلة من العملات إلى أدنى مستوياته على مدى عدة أشهر.

ونتج عن هذين الاعصارين المتزامنين ارتفاع المخزون النفطي وفقاً للتقارير الصادرة من معهد البترول الأميركي وإدارة معلومات الطاقة الاميركية وذلك على خلفية هبوط معدل تشغيل مصافي التكرير، حيث تشير بعض التقارير إلى تراجع معدل تشغيل مصافي التكرير إلى ادنى مستوياته منذ عام 2010 بعد اجتياح إعصار هارفي لسواحل الخليج الأميركي. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع ان يكون تأثير إعصار ايرما على الطلب النفطي في فلوريدا اقل ضررا عما حدث في تكساس والتي كانت أولى المدن التي ضربها الاعصار في الأسبوع الأخير من أغسطس 2017. ويتوقع أن يؤثر الاعصار في الطلب الأميركي على النفط، إلا انه مع تراجع امدادات منتجي النفط الصخري إلى جانب تعطيل منصات الحفر كان التأثير السلبي الناتج من تباطؤ الطلب على أسعار النفط محدوداً.

من جانب آخر، كان هناك توافق متزايد في الآراء بين منتجي الأوبك في ما يتعلق بإمكانية تمديد الاتفاقية الحالية لخفض الإنتاج إذا استدعت الحاجة بهدف تحقيق توازن في سوق النفط. ووفقا لبعض التقارير، تتوافق آراء وزراء النفط في كل من السعودية وفنزويلا وكازاخستان والامارات العربية المتحدة في ما يتعلق بالحفاظ على إبقاء كل الخيارات مفتوحة لإعادة توازن سوق النفط. واشار تقرير سابق الى ان السعودية وروسيا تدفعان الى تمديد الاتفاق لمدة ربع عام اخر. وفي سياق تقرير آخر، نقل عن وزير النفط الكويتي عصام المرزوق قوله ان قرار تمديد الاتفاقية سيتضح في نوفمبر 2017.

وانخفض إنتاج الأوبك من النفط خلال شهر أغسطس 2017، فيما يعزى في المقام الأول إلى تراجع الإنتاج في ليبيا والسعودية والذي عادله جزئيا ارتفاع الإنتاج بصفة خاصة من جانب نيجيريا. حيث بلغ معدل إنتاج دول الأوبك 32.71 مليون برميل يوميا، وفقا لوكالة بلومبيرغ، بينما أظهرت مصادر الأوبك الثانوية بلوغ معدل الإنتاج 32.76 مليون برميل يوميا خلال الشهر. وبلغ إنتاج النفط السعودي أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر، حيث خفضت المملكة الإنتاج بمعدل 30 ألف برميل يومياً في اعقاب رفعها للإنتاج على مدى الشهرين الماضيين. ونتيجة لتراجع معدل الإنتاج الشهري، بلغت نسبة التزام منظمة الأوبك باتفاقية خفض الإنتاج 89 في المئة خلال شهر أغسطس 2017، وفقا لوكالة رويترز. كما أن كلا من الامارات والعراق، الواقعتين تحت ضغوط من باقي أعضاء المنظمة للالتزام بحصتهما لخفض الإنتاج، قد اعلنتا عن ارتفاع معدل التزام كل منهما بخفض الإنتاج خلال شهر أغسطس 2017.

وارتفع متوسط سعر النفط الخام خلال شهر أغسطس 2017 لكل الفئات. حيث ارتفع متوسط سعر خام الأوبك بنسبة 5.7 في المئة وبلغ 49.6 دولارا للبرميل، في حين ارتفع سعر خام برنت وخام النفط الكويتي بنسبة 5.4 في المئة و6.5 في المئة على التوالي. واستمر هذا الاتجاه الإيجابي في شهر سبتمبر مع ارتفاع سعر خام الأوبك في مستهل الشهر وتحقيقه نمواً تخطت نسبته 6 في المئة حتى 8 سبتمبر 2017. كما ارتفع مزيج برنت ليبلغ اعلى مستوياته على مدى خمسة أشهر وصولا إلى سعر 53.63 دولارا للبرميل في سبتمبر 2017. وتتوقع بحوث كامكو ان يتراجع طلب الولايات المتحدة على النفط على المدى القريب على خلفية الإعصارين، الأمر الذي يتوقع له ان يؤثر أيضا في نمو الاقتصاد الأميركي خلال الربع الثالث من عام 2017. وتشير التقارير إلى ارتفاع المخزون النفطي الأميركي، والذي نتوقع له أن يؤثر في أسعار النفط العالمية على المدى القريب حتى وان استعادت مصافي التكرير كفاءتها التشغيلية بوتيرة أسرع من المتوقع.

أما على صعيد توقعات الطلب العالمي على النفط لعام 2017، فتصل حاليا إلى 96.77 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع ان يرتفع الطلب في الوقت الحاضر بواقع 1.42 مليون برميل يومياً في عام 2017 بعد ان تمت مراجعته ورفعه بمعدل 50 ألف برميل يومياً على خلفية ارتفاع الطلب بمعدل أفضل مما كان متوقعاً للدول الأميركية والأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الربع الثاني من عام 2017.وشهد المعروض النفطي تراجعاً شهرياً في أغسطس 2017 بمعدل 0.41 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 96.75 مليون برميل يومياً وفقاً للبيانات الأولية مع تراجع المعروض النفطي للدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك بمعدل 0.32 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 57.68 مليون برميل يومياً خلال الشهر. وبالنسبة لعام 2017 بأكمله، فلم تشهد توقعات نمو المعروض النفطي أي تغير وظلت عند معدل 0.78 مليون برميل يومياً ليصل المتوسط إلى 57.80 مليون برميل يومياً، حيث ان رفع توقعات المعروض النفطي لدول الاتحاد السوفيتي سابقاً تمت معادلته بالكامل بتخفيض توقعات الدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.