يستحق محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى الإشادة بجهوده مع فريق معاونيه على ماقاموا به للدفع بالمشروع العملاق لتوليد الكهرباء من الشمس فى قرية بنبان، بطموح كبير يستهدف إنتاج نحو ألفى ميجاوات، أى ما يساوى 90 بالمئة من انتاج السد العالى، وهو انتاج يزيد عن احتياجات المحافظة بما يسمح بدعم شبكة الكهرباء القومية بالفوائض. إضافة إلى مكاسب أخرى تتمثل فى إتاحة فرص عمل لأبناء أسوان، مع توفير طاقة نظيفة بلا آثار جانبية على البيئة، وبكل ما يعنيه المشروع من تحديث للإقليم. والمؤكد أنه ما كان لهذه الجهود المقدرة أن ترى النور إلا بدعم من الحكومة ومن وزارة الكهرباء تحديداً.
تقول الأرقام إن إجمالى تكلفة المرحلة الأولى من المشروع لإنتاج 550 ميجاوات، نحو 720 مليون دولار، وقد جرى بالفعل تدبير 210 ملايين دولار منها بعد موافقة مدراء البنك الآسيوى للاستثمار بشكل نهائى قبل يومين على تمويل 11 محطة من إجمالى 40 محطة، وأنه يمكن بدء الاستفادة من المشروع مع فبراير من العام القادم.
هذا المشروع الضخم يقدم نموذجاً لإمكانية تكراره فى عموم البلاد فى قرى ومناطق أخرى فى أشد الحاجة للكهرباء وللتطوير، على ألا تتوقف مسئولية الإنجاز فقط على الحكومة والمحافظات، وإنما أن يتجلى دور للجهود الذاتية من الأفراد والهيئات الأخرى، ليس فقط بالاعتماد على التبرعات، التى للأسف لم تثبت جدواها العملية فى مجمل التجارب السابقة، وإنما بوضع آليات أخرى أكثر جاذبية تقوم على الحوافز، مثل طرح سندات أو أسهم أو شهادات استثمار، أو أية أوعية تمويلية أخرى، تستقطب بالتراضى رأس المال المطلوب من عموم المواطنين الذين يضمنون لأنفسهم وفق عقود واضحة نسبة من الأرباح، إما عند بدء التشغيل أو بمجرد المساهمة فى المشروع، على غرار النظام الفعّال الذى أخذ به فى مشروع توسعة قناة السويس، والذى حقَّق أرقاما قياسية بجمع نحو 64 مليار جنيه فى ثمانية أيام، بما يؤكد أن إمكانيات التمويل المحلية متاحة، فى حالة الثقة فى الجدية وفى ضمان الحقوق.