نقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن مركز «ستراتفور» الاستخباراتى، قوله إن مصر أمام فرصة جذابة، وهى تصدير الغاز من إسرائيل وقبرص باستخدام المنشآت المصرية، وهذا سيكون اختياراً جذاباً بالنسبة لمصر كما يجعلها مركزاً إقليمياً لتنمية الغاز الطبيعى، مؤكداً أن «احتمال إنشاء مركز تصدير جديد للغاز فى شرق البحر المتوسط سيكون شيئاً جذاباً بشكل خاص بالنسبة إلى أوروبا، خصوصاً مع القلق بشأن انخفاض الإنتاج من بحر الشمال واعتمادها المتزايد على روسيا، لكن لا تزال هناك مشكلات يجب التغلب عليها، بما فى ذلك خطوط الأنابيب اللازمة لنقل الغاز إلى مصر، وسياسة المنطقة المعقّدة التى تعنى أن استغلال الاحتياطيات بكامل إمكاناتها لن يكون أمراً سهلاً».
وسلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، ، الضوء على صفقة لبيع الغاز الاسرائيلى إلى شركة مصرية بقيمة 15 مليار دولار خلال 10 سنوات.
وقالت الصحيفة البريطانية إن «هذا الأسبوع شهد تعميقاً للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتفتح تلك الصفقة سوقاً جديدة للغاز من حقلى الغاز فى إسرائيل تامار وليفياثان».
وتابعت الصحيفة، فى تقريرها، أن «معظم كمية الغاز المكتشفة البالغة 64 مليار متر مكعب، التى وافقت مجموعة (ديليك) فى إسرائيل على بيعها إلى شركة (دولفينوس) فى مصر، مخصّصة للسوق المحلية». وأوضحت الصحيفة أنه «منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، بين الرئيس الراحل أنور السادات ومناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلى، وتم إضفاء الطابع الرسمى على المعاهدة عام 1979، لإنهاء حالة الحرب بين البلدين، كانت العلاقات فى كثير من الأحيان متوترة خلال العقود الأربعة اللاحقة». وقالت الصحيفة إن «مصر لديها أيضاً اكتشافات كبيرة من الغازات الخاصة بها، بما فى ذلك حقل غاز ظهر العملاق، مما أدى إلى أن تصبح مصدراً للغاز مرة أخرى، ولدى مصر مصنعان لتسييل الغاز الطبيعى، وكانت بالفعل مصدراً للغاز فى العقد الأول من القرن الحالى، لكن انخفاض الإنتاج أدى إلى أن تصبح مستوردة للغاز فى عام 2015، وتم إغلاق محطات الغاز الطبيعى المسال».
ونقلت الصحيفة عن مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، تحذيراً بشأن حقول الغاز فى البحر المتوسط، مشيرة إلى أنه «رغم العلامات الإيجابية، فإن احتياطيات الغاز لن تُخفّف بالضرورة التوتر بين إسرائيل وجيرانها». وقال كيث جونسون، المتخصّص فى الاقتصاد بالمجلة: «بالنسبة لتلك المنطقة، لم تتمكن الطاقة من إنهاء حالة التنافس الجيوسياسى القديم»، كما قال موقع «أويل برايس» المتخصّص فى شئون الطاقة: إن «زيادة انعدام الأمن أو الحرب الصريحة قد تُهدّد إمدادات الغاز من المنطقة».
وأضافت الصحيفة البريطانية أن شركة «بى. بى» البريطانية، قد ذكرت فى تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة، مؤشراً على الأهمية الكبيرة لتوقعات صادرات الغاز من شرق البحر المتوسط، حيث تم التخطيط لمشروعات استيراد الغاز الطبيعى حتى عام 2040، وكل هذه المحاولات لتخيل المستقبل، أو التعامل مع الأرقام الصادرة عن شركة «بى. بى» بحذر. وأضافت «فاينانشيال تايمز»: «مثل جميع محاولات توقع المستقبل، توضح الشركة أن توقعاتها هى مجرد سيناريوهات، وليست تنبؤات بما يُحتمل أن يحدث.