الفساد يدفع أرباح «بتروبراس» البرازيلية للتراجع بنسبة 90%

حققت المجموعة النفطية البرازيلية “بتروبراس” تراجعا نسبته 90 في المائة مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من السنة بعد تضررها بتراجع أسعار النفط وبفضيحة فساد خطيرة

وبحسب “الفرنسية”، فقد أطلقت المجموعة عمليات تنازل عن حصص في محاولة للخروج من ثلاث سنوات من الخسائر الكبيرة، وقالت المجموعة البرازيلية إن أرباحها الصافية إذا أخذت أرقام النصف الأول من السنة في الاعتبار، فستبلغ 4.8 مليار ريال بينما كانت الشركة قد خسرت 876 مليون ريال العام الماضي.
وأشارت “بتروبراس” في بيان إلى أن هذا الرقم “يعكس تحسنا في أرقام العمليات على الرغم من تراجع مبيعات المشتقات النفطية في السوق البرازيلية”، وإلى جانب تراجع نسبته 7 في المائة في مبيعات المشتقات النفطية، تأثرت نتائج الفصل الثاني أيضا بنفقات الانضمام إلى برنامج للنظام الضريبي.
وأجبرت “بتروبراس” على دفع ضرائب بنحو 6.23 مليار ريال برازيلي، كما اضطرت أيضاً إلى دفع 818 مليون ريال برازيلي بسبب نزاع على سفينة حفر بحرية، وسجل التدفق النقدي الحر معدلات إيجابية للربع التاسع على التوالي، ما سمح لـ”بتروبراس” بمواصلة تخطيها لأكبر عبء ديون في صناعة النفط العالمية. وبلغ إجمالي ديون الشركة 113.84 مليار دولار في نهاية حزيران (يونيو)، مقابل 115.12 مليار دولار في نهاية الربع الأول، وانخفضت عائداتها بنسبة 6.1 في المائة لتصل إلى 67 مليار ريال برازيلي، مدفوعة بانخفاض مبيعات الوقود في السوق المحلية، حيث ظل الطلب ضعيفاً بعد أن سجل أسوأ ركود في البرازيل، وهبطت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك بنسبة 6.6 في المائة إلى 19.09 مليار ريال برازيلي.
وتشكل “بتروبراس” محور فضيحة فساد مدوية أكدها التحقيق الواسع الذي يحمل اسم “الغسل السريع”، وأحكم القضاء البرازيلي في  (مارس) الماضي الطوق حول سياسيين فاسدين بطلب وجهه النائب العام إلى المحكمة العليا بفتح 83 تحقيقا ضد سياسيين في إطار فضيحة الفساد الواسعة في شركة بتروبراس النفطية.
وكان التحقيق الذي أطلق في 2014 ويحمل اسم “الغسل السريع” كشف نظاماً واسعاً للفساد أقامته مجموعات برازيلية للبناء والأشغال العامة بينها “أوديبريشت” لإبرام صفقات مربحة للعقود الثانوية لمجموعة “بتروبراس”، وتوزيع رشاوى على السياسيين.
وتشكل المجموعة العملاقة للأشغال العامة “أوديبريشت” وفرعها للصناعات البتروكيميائية براسكيم، محور تحقيق في نظام واسع للرشاوى، وضعته شركات البناء الكبرى للبلاد للحصول على صفقات تم تضخيم قيمتها.
وتم اختلاس نحو ستة مليارات ريال (نحو ملياري دولار) في “بتروبراس”، جزء منها حسابات سرية لأحزاب سياسية ونواب من كل الاتجاهات، وأوقف عشرات من رؤساء الشركات والسياسيين في إطار هذه القضية.
ودان القضاء البرازيلي منتصف الشهر الماضي الرئيس السابق لويس إيناسيو دولا دا سيلفا بتلقي رشا وتبييض أموال بحصوله على مبلغ 3.7 مليون ريال (نحو مليون يورو) مقابل تسهيل حصول مجموعة البناء “أو إيه إس” على عقود حكومية مع عملاق النفط “بتروبراس”.

Print Friendly, PDF & Email