في سؤال طرحه حساب السموم والأدلة الجنائية في “تويتر” عن ضرر بيئة العمل في محطات وقود السيارات على العاملين، أجابه فيها مجموعة من المتخصصين مدللين بدراسة علمية تبيّن علاقة العمل في محطات البنزين بمخاطر صحية تتراوح بين الأمراض الجلدية والتنفسية والنفسية، والإضرار بنخاع العظم؛ مما يعرّض الموظف إلى فقر الدم وسرطان الدم وسرطان الرئة، وبدون أي إجراءات احتياطية لفحص العاملين فيها، والذين هم غالبًا من دول فقيرة؛ مما يجعلها بيئة عمل غير آمنة تحتم الالتفات لها من الصحة العامة، لحماية العمالة، حيث ذكر المقدم الدكتور عبدالعزيز الدلقان المتخصص في علم السموم الجنائي نتائج دراسة أجريت عام 2016، ونُشرت في المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب بعنوان: تقدير تراكيز بعض المعادن الثقيلة في العيّنات الحيوية لعمال محطات الوقود بمنطقة الرياض، والتي كان من أهم نتائجها أن هناك زيادة في تركيز الرصاص والكادميوم والكروم للعيّنات البيولوجية (الدم والبول واللعاب) لعمال محطات الوقود في الرياض، وارتباطها بمدة التعرض في العيّنات البيولوجية الضابطة.
كما تعرّض النقيب دكتور سلطان بن مشعل المتخصص في الطب المهني لبحث علمي نُشر في أكسفورد إيكاديميا للطب المهني بيّنت أن ١٥٪ من عمال البنزين والغاز في الشرق الأوسط يتعرضون للاكتئاب والقلق، أكثرهم العمال الأصغر عمرًا، والأطول مدة عمل، وبدراسة أخرى نُشرت في ٢٧/ فبراير/ ٢٠١٤ بـ(ncbi) في البرازيل “بأن التعرض المزمن لـ BTX (البنزين والتولوين والزيلين) يؤدي إلى تدهور في نخاع العظام وفقر الدم اللاتنسجي أو سرطان الدم، حيث لا يوجد وقود للخدمة الذاتية في محطات الوقود”.
وهناك دراسات أخرى بعضها تم عمله في السعودية من قِبَل طلاب جامعات الصيدلة أثبتت وجود علاقة بين العمل في محطات الوقود؛ لذلك لابد أن تكون هناك احتياطات وقائية لحماية العاملين في هذه الوظائف، والتي من المتوقع أن تخضع للتوطين.
ومن ذلك تهيئة أماكن مناسبة للراحة والسلامة للعاملين في محطات البنزين، وتقليل تعرّض العامل للبنزين من خلال تقليص عدد ساعات العمل، وبالتالي زمن التعرض اليومي وعمل فحوصات مخبرية دورية منتظمة وزيادة التأمين الصحي للعاملين، وارتداء ملابس مناسبة وواقية للوجه تقلل من التلامس مع المنتجات البترولية، وتحمي الجهاز التنفسي، وكذلك تسريع استحداث الخدمة الذاتية في تعبئة البنزين.