أكدت المملكة العربية السعودية والعراق، التزامهما الكامل بخفض إنتاج البترول حتى تصل الأسواق إلى التوازن المستهدف من هذا الاتفاق.
وأوضح ولي العهد ونائب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأمير محمد بن سلمان، لدى استقباله وزير النفط العراقي المهندس جبار اللعيبي مساء أول أمس، أن المملكة حريصة على استقرار العراق، مؤكداً عزمها تنمية العلاقات وتقويتها في المجالات كافة، بما يعود بالمصلحة على شعبي البلدين.
وجرى خلال اللقاء عرض للعلاقات الثنائية، خصوصاً الفرص المشتركة في المجالات الاقتصادية بشكل عام، والطاقة بشكل خاص، بما في ذلك فتح المنافذ البرية وتسيير رحلات مباشرة وتشجيع التبادل التجاري والاستثمارات من القطاع الخاص السعودي.
كما تطرق النقاش إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجال تنسيق السياسات البترولية، وتأكيد التزام الدولتين الكامل باتفاقية خفض إنتاج البترول، حتى تصل الأسواق إلى التوازن المستهدف من هذا الاتفاق.
وحضر اللقاء، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، وعدد من المسؤولين في وزارة النفط العراقية.
وقال الفالح إن المباحثات مع اللعيبي أكدت على ضرورة تعزيز مستوى الالتزام بالاتفاق الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتقليص إمدادات الخام، مضيفاً «خرجت باتفاق في الرؤى بين البلدين يرمي إلى ضمان استقرار أسواق النفط العالمية وتعزيز المكاسب التي تحققت فيها في الفترة الأخيرة، وضرورة تكثيف المساعي لحث جميع الأطراف على تعزيز التزامهم باتفاقية خفض الإنتاج، للمحافظة على توازن أسواق الطاقة العالمية».
ولفت الفالح إلى إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ستشهد «نشاطا أكثر وتعاونا أكبر في مجال التبادل التجاري بين المملكة والعراق، وكذلك في مجال فتح الاستثمارات المشتركة للشركات ولرجال الأعمال بين البلدين».بدوره، قال وزير النفط العراقي السابق إبراهيم بحر العلوم، إنه من الضروري استعادة خط أنابيب قديم كان يستخدم لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي السعودية.
من جهة أخرى، أشار مصدر في «أوبك» إلى أن السعودية خفضت إنتاجها إلى10.01 مليون برميل يومياً خلال شهر يوليو الماضي، مقابل 10.07 مليون برميل يومياً في يونيو.
يأتي ذلك في وقت تتوقع «أوبك» ارتفاع الطلب على نفطها الخام في 2018 بسبب تنامي الاستهلاك العالمي وتباطؤ نمو إمدادات المنتجين المنافسين، لكن قفزة جديدة شهدها إنتاج المنظمة تشير إلى أن السوق ستظل تشهد فائضاً في المعروض رغم جهود كبح الإنتاج.
وفي تقريرها الشهري الصادر، أمس، ذكرت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن العالم سيحتاج إلى 32.42 مليون برميل يومياً من نفطها في العام المقبل بزيادة 220 ألف برميل يومياً عن التوقعات السابقة.
لكن المنظمة التي تضم 14 دولة منتجة، أوضحت أيضاً أن إنتاجها من النفط في يوليو جاء أعلى من الطلب المتوقع، بقيادة زيادات في إنتاج ليبيا ونيجيريا عضوي «أوبك» المعفيين من التخفيضات التي تقودها المنظمة بهدف التخلص من فائض المعروض.
ولفتت «أوبك» في التقرير إلى أن إنتاجها من النفط زاد 173 ألف برميل يومياً في يوليو إلى 32.87 مليون برميل يومياً بقيادة إنتاج العضوين المعفيين علاوة على السعودية أكبر مصدر للنفط.
وتعني الأرقام أن نسبة التزام «أوبك» بتعهدها بخفض الإنتاج بلغت 86 في المئة وفقا لحسابات رويترز، انخفاضا من 96 في المئة في التقديرات الأولية لشهر يونيو، لكن معدل الامتثال يظل مرتفعاً وفقا لمعايير «أوبك».
في هذه الأثناء، ارتفعت العقود الآجلة للنفط، أمس، بعدما أظهرت بيانات رسمية انخفاض مخزونات الخام الأميركية أكثر من المتوقع، لكن بعض المحللين قالوا إن السوق تتحرك في نطاق ضيق في ظل معاملات هادئة.