يتزايد القلق على أسعار النفط فمن قائل أن الأسعار لن تعود إلى مستوياتها السابقة بينما توقعت بعض المراجع النفطية أننا إقتربنا من حجم الإنتاج الأقصى أو ما يسمى peak oil وهومستوى الإنتاج الذي بعده يبدأ الطلب على النفط بالتراجع مما يشكل ضغطا على الأسعار لتستمر في التراجع نتيجة تراكم الفوائض النفطية بسبب تراجع الطلب .
ولكن ليس هنالك أسباب تدعو إلى تراجع الطلب على النفط قريبا .فمن المتوقع أن تكون هناك زيادة في الإستهلاك نتيجة زيادة عدد السكان كماأن بدائل الطاقة المتجددة لازالت في بداية الطريق ولاتشكل أكثر من 6% من حجم الإستهلاك العالمي للطاقة .
وليس من المتوقع أن يكون لبدائل الطاقة المتجددة تأثير جوهري على الطلب على النفط قبل عام 2040 وقد نصل للنقطة القصوى في إنتاج النفط قريبا من هذا التاريخ وهذه التوقعات تبنى على أساس تطور الإنتاج والطلب على مصادر الطاقة البديلة .وبناء على ذلك فمن المتوقع أن تتعافى أسعار بمجرد زوال جائحة الكورونا أو السيطرة على إنتشار المرض من خلال اللقاحات وهذا متوقع في الربع الأول من عام 2020 إن شاءالله.
لذلك نتوقع أن تتعافى أسعار النفط في منتصف العام القادم بشرط أن تتمسك منظمة أوبك بتخفيضات الإنتاج حتى نهاية عام 2021 وبعدها يمكن أن تعود إلى مستويات الإنتاج السابقة حيث يمكن أن تستوعب الزيادة في الطلب الزيادة في العرض نتيجة إلغاء التخفيضات .
بناء على ماتقدم لاخوف على النفط ولكن يجب على الدول النفطية أن تبادر إلى تطوير مصادر إيراد مساندة للنفط من الآن حتى تكون في أمان من أي إنخفاض في الطلب على النفط نتيجة أحداث غير متوقعة كما حدث هذا العام مع جائحة كورونا والله الموفق .
د.خالد بودي
