
استحوذت 8 دول آسيوية على 63.4% من تجارة الغاز الطبيعي المسال لدولة قطر في 2022، مستوردة إجمالي 51.5 مليون طن من الغاز المسال في العام الماضي. وحسب الاحصاءات الأولية التي حصلت عليها “لوسيل” بلغت تجارة قطر من الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي 81.2 مليون طن متصدرة سوق الغاز الطبيعي المسال وبالتساوي مع الولايات المتحدة التي أصبحت من كبار المنافسين في هذه الصناعة وحققت قفزة كبيرة مستفيدة من مخاطر الإمدادات التي ضربت القارة العجوز مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا بداية العام. وربما نشهد تغيراً في الأرقام بعد أن تصل بقية الشحنات القطرية لوجهاتها النهائية ربما بنهاية شهر يناير الجاري.
اقرا أيضًا.. توتال إنرجيز تعلن بدء إنتاج الغاز في موقع عُماني
الشاهد أن قطر ما زالت مسيطرة على السوق بشكل كبير، وعلى سبيل المثال خلال السنوات الخمس الماضية احتلت قطر صدارة موردي الغاز الطبيعي المسال كمصدر آمن وموثوق به على مستوى العالم، وتصل ناقلات الغاز القطرية قارات العالم المختلفة، لتمد ملايين العائلات بالطاقة في أحلك الظروف. ومنذ آخر توسعات لإنتاج الغاز القطري ظلت قطر في صدارة موردي الغاز المسال، وفي 2017 بلغت صادرات قطر من الغاز المسال 78.4 مليون طن، وفي 2018 صدرت 78.2 مليون طن، وفي 2019 حوالي 80 مليون طن، وفي 2020 والي 80 مليون طن ايضاً، وهكذا في 2020.
وتصدر قطر لسوق الغاز المسال عالمياً، يأتي في وقت يواجه فيه السوق تقلبات كبيرة ومن المتوقع أن تستمر هذه الحالة من عدم اليقين خلال العامين المقبلين.
وحسب تصريحات سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، فإن أسواق الغاز ستستمر في حالة التقلب خلال العام الجاري وقد تمتد إلى 2024، إلى أن تعود للاستقرار مرة أخرى 2025 مع دخول طاقة الانتاج الجديدة للأسواق في كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغت أسعار الغاز ذروتها منذ بداية العام مع اندلاع الحرب شرق القارة الأوروبية ادت الى نقص المعروض في السوق بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ومنذ توقف جزء كبير من الامدادات الروسية نحو القارة العجوز مما خلق حالة من عدم اليقين رغم تراجع الأسعار بأكثر من 50% مما كانت عليه في بداية الحرب، الا أن أساسيات السوق لم تشهد تغيرا جوهرياً مما يعني ارتفاع الاسعار لمستويات قياسية مرة أخرى أمر يضعه المراقبون والمتداولون في السوق في الحسبان.
وحسب بيانات “بلومبيرغ” خلال العام الماضي، استوردت حوالي 22 وجهة الغاز المسال من قطر، على رأسها الصين 15.6 مليون طن تليها الهند 10.6 مليون طن، وكوريا الجنوبية 9.3 مليون طن، وباكستان 6.2 مليون طن، والمملكة المتحدة، 5.6 مليون طن.
ومن حيث المناطق الجغرافية نجد أن السوق الاسيوي استورد حوالي 63.4% من الغاز القطري ضمن 8 وجهات رئيسية وهي (الصين، الهند، كوريا الجنوبية، باكستان، وبنغلاديش، واليابان، وتايلاند، وسنغافورة). واستحوذ السوق الأوروبي على 23.4% من الصادرات القطرية ضمن 8 وجهات وهي (المملكة المتحدة، وايطاليا، وبلجيكا، وبولندا، وفرنسا، وهولندا، وتركيا، وكرواتيا). بالمقابل نجد أن منطقة الشرق الأوسط استحوذت على 4.7% من الصادرات القطرية التي اتجهت إلى كل من الكويت والإمارات. بينما تقلص الوجهات القطرية نحو امريكا الجنوبية الى الارجنتين فقط خلال العام الماضي، ربما تتضح بقية الوجهات بعد ان تصل الكميات من الغاز القطري لوجهاتها النهائية بنهاية الشهر.