أوروبا تستعد لمواجهة الارتفاع القياسي في أسعار الغاز

نشر موقع “مونت كارلو الدولية” تقريرًا قال فيه إن فرنسا قد ملأت 90 بالمئة من مخزوناتها من الغاز استعدادا لفصل الشتاء القادم، ما يشير إلى أنها في طريقها لتحقيق مستهدفاتها من احتياطيات الغاز قبل الشتاء القادم.

اقرا أيضًا.. سويسرا تعتزم خفض استهلاكها من الغاز

وأوضح التقرير أن ألمانيا تمكنت من ملء نحو 81 بالمئة من مستهدفاتها من مخزونات الغاز الطبيعي.

بينما ملأت جميع الدول الأوروبية الأخرى خزاناتها بأكثر من 50 بالمئة، في وقت تمكنت فيه البرتغال، وبولندا، والسويد والدنمارك من تجاوز نسبة 90 بالمئة.

ارتفاع غير مسبوق
ووصلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات قياسية، إذ تجاوزت أسعار العقود الآجلة القياسية مستوى 318 يولو لكل ميجاوات/ساعة لأول مرة منذ مارس الماضي، ليقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق.

وارتفعت أسعار الغاز الهولندي القياسي للسوق الأوروبية اليوم بنسبة 6 بالمئة، الخميس، قبل أن تقلل من ارتفاعها، لتقترب من أعلى مستوى لها على الإطلاق بلغته بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية في فبراير الماضي.

وارتفعت أسعار عقود الغاز الآجلة على مؤشر الغاز الهولندي “TTF” القياسي في أوروبا إلى 318 يورو، أي نحو 318 دولارًا، لكل ميجاواط ساعة، قبل تقليص المكاسب إلى 315 يورو.

وسجلت أسعار الغاز مستوياتها القياسية عند 345 يورو في شهر مارس الماضي، بعد أسابيع اندلاع أزمة أوكرانيا.

وتأتي ارتفاع أسعار الغاز في وقت أعلنت فيه “جازبروم” الروسية عن إيقافها لإمدادات الغاز بنهاية شهر أغسطس الجاري ولمدة 3 أيام بهدف الصيانة.

وقال مدير المركز العالمي للدراسات التنموية، صادق الركابي، إن هناك مخاوف حقيقية في أوروبا بسبب تراجع الإمدادات، إذ تشير البيانات أن حكومات الدول الأوروبية قد خصصت نحو 300 مليار دولار لدعم الأسر والمصانع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.

وأوضح الركابي أن هناك تراجع متوقع في الاقتصادات الأوروبية نتيجة لأزمة الطاقة في القارة العجوز، مضيفًا أن قادة دول الاتحاد الأوروبي سيناقشون تقديم الدعم للمصنعين بهدف حماية اقتصاد الاتحاد الأوروبي.

أزمة أسمدة عالمية تلوح
من جانب آخر، زادت الأسعار العالمية لأسمدة NPK الكيميائية 3 أضعاف بين بداية 2021 ومنتصف 2022 .

وحروف NPK تشير إلى المكونات الرئيسية لصناعة الأسمدة (N للإشارة إلى النيتروجين وP للفوسفور وK للبوتاسيوم).

ورجحت الأمم المتحدة وعاملون في مجال الصناعة ومحللون لسوق الأسمدة أن يتسبب النقص في الأسمدة الأساسية التي تُعتبر روسيا مصدرًا رئيسيًا لها، بارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية العام المقبل، وبالتالي بالجوع.

في أوروبا، بلغت أسعار أسمدة NPK مستوى “تاريخيًا” لأنها مرتبطة بأسعار الغاز إذ إن هذه الأخيرة تشكّل 90% من تكاليف إنتاج الأسمدة النيتروجينية مثل الأمونيا وسماد اليوريا. غير أن أسعار الغاز الطبيعي تواصل ارتفاعها مع خفض روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا الداعمة لأوكرانيا.