أسواق النفط في أغسطس.. أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر

النفط
النفط

كتب – عبدالله المملوك
قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن أسعار النفط أنهت تداولات شهر أغسطس على تراجع للشهر الثالث على التوالي، وذلك في ظل تصاعد مخاوف ركود الاقتصاد العالمي وتشديد الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسياساته النقدية وتزايد أزمة الطاقة الأوروبية الناجمة عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

أقرأ أيضًا.. وزارة النفط الكويتية تتطلع على استراتيجية وزارة الطاقة في دولة الامارات العربية المتحدة

كما أنه من المرجح أيضا أن يكون لقوة الدولار الأميركي دورا في التأثير على أسعار النفط، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 12.3% في أغسطس إلى 96.5 دولارا للبرميل، فيما يعد أسوأ أداء شهري تسجله منذ نوفمبر 2021، أي في نحو 9 أشهر، في حين تقلصت الفروق السعرية للعقود الآجلة (تسليم شهر واحد وشهرين) لتصل إلى 1.2 دولار مقابل أكثر من 2 دولار ببداية الشهر، ما يشير إلى تراجع تشديد الإمدادات.

وتراجعت مكاسب مزيج خام برنت منذ بداية العام لتصل إلى 24% مقابل 65% ببداية شهر مارس (128 دولارا) بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، كما تراجع سعر خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 9%، مغلقا عند مستوى 89.6 دولارا للبرميل، وانخفض سعر خام التصدير الكويتي بنسبة 7.2% إلى 104.2 دولارات للبرميل.

واتسمت تداولات مزيج خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بالتذبذب الكبير، ما يعكس الحساسية النسبية للمعيارين المرجعيين تجاه ديناميكيات العرض والطلب العالمية (مزيج خام برنت) والإقليمية (الولايات المتحدة)، وبدأت الأسعار تتجه للارتفاع مرة أخرى في النصف الأخير من الشهر بأكثر من 7 دولارات للبرميل.

وعلى الرغم من أنه لا يزال أقل من مستوياته المسجلة على مدار 8 سنوات وبقيمة 13 دولارا في أواخر يوليو، إلا أن علاوة سعر مزيج خام برنت مقارنة بخام غرب تكساس الوسيط تعكس مع ذلك الصعوبات التي تواجهها أوروبا في الحصول على بدائل للنفط الروسي، وباعتباره المعيار القياسي على مستوى العالمي، لذا يتسم بحساسية مفرطة تجاه المخاطر الجيوسياسية والتي تتضمن المخاوف المتعلقة بإمدادات كل من ليبيا والعراق في أغسطس وكذلك الناجمة عن الصراع الروسي- الأوكراني بصفة عامة.

كما ساهم اتساع الفارق أيضا في تشجيع منتجي النفط الأميركيين على زيادة الصادرات إلى أوروبا وخارجها وحطمت صادرات الخام الأميركية جميع الأرقام القياسية في أغسطس، إذ بلغ متوسط صادراتها في أسبوع واحد 5 ملايين برميل يوميا.

من جهة أخرى، تأثرت معنويات السوق بالمخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي ووتيرة رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأميركية والمدى المطلوب لكبح جماح التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود.

وأدى إصدار بيانات الصين الصناعية ومؤشر أسعار المستهلكين وواردات واستهلاك النفط الضعيفة إلى التأثير سلبا على التوقعات.
هذا إلى جانب صدور أنباء تفيد بانعقاد جولة جديدة من المفاوضات النووية الإيرانية مرة أخرى بعد شهور من عدم إحراز أي تقدم، ما ساهم في الضغط على سعر مزيج خام برنت الذي انخفض إلى مستويات ما قبل الغزو الأوكراني البالغة 92 دولارا للبرميل.

وانخفض صافي الفروق بين عقود الشراء والبيع على المكشوف، وهو مقياس ثقة المديرين في أن أسعار النفط سترتفع، بشكل كبير في أغسطس ووصل إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2020.
وانخفض عدد العقود المفتوحة، وهو مقياس لنشاط السوق، إلى أدنى مستوياته في 7 سنوات في ظل انخفاض السيولة وارتفاع التكاليف التحوطية.